أحدث الأخبار
Loading...
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة. إظهار كافة الرسائل

ق ق ج __ مصير __بقلم الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي



ق ق ج __ مصير __

كادت تلدغه أفعى سوداء، شاهدها خروف العائلة الابيض، هشم رأسها بقدمه المباركة، قفز يحتضن الخروف فرحا للنجاة، دعا الاحبة لوليمة النجاة، لحم خروفا مشوي.
^^^^^^^^^
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

استراحة محارب




استراحة محارب
--------------
استراحةٌ خلف متاريس أكياسِ الرملِ  وسلاحٌ مركونُ على غبارِ الرجوعِ ، القرفصاءُ هي عادةُ الجلوسِ فوق العشبِ اليابس ، أزيزُ الرصاصِ يدنو من اللحنِ الصافي في الأذهانِ ، أبداً لن تقتل الأصدقاءَ الطلقاتُ المندفعةُ بكلِ عنفوانٍ نحو القلوبِ والأبدان٠٠ 
ربما يعجبُ المساءُ لوناً آخراً قد يبدو غريباً بعض الشيء 
في إصفرارِ قناديلِ الليلِ كشحوبِ الوجناتِ عندما أتعبها 
السهرُ من آلامِ الضرسِ والركبةِ على حدٍ سواءٍ٠٠
تهبطُ النجومُ خلسةً خوفاً من أطفالِ المدينةِ النشطاءِ
تجوب حولَ أسيجةِ المعاملِ وآلات الثلج المباح بيعه على الأفرادِ ٠٠
 يهون على الحوذي ضرب الجوادِ بسوطٍ من قشٍ مغشوشٍ لا يحمله الكفُ فقد باعه في سوقِ النخاسِ مع الجواري المعروضةِ للبيع على الأمراءِ فقط وتيجانِ الأجناسِ٠٠
ينتظرُ ساعةَ الصفرِ ليطلق عنانَ ملعقته البلاستيكيةِ
لتغرفَ لهُ أولَ غرفةِ رزٍ يدسها بلا أكتراثٍ من رملٍ متطايرٍ
 أو أعوادِ صناديقِ العتادِ وأن وقودَ عجلاتِ التموينِ لا تبخلُ بتوزيعِ قطراتِ من الزيتِ أو بترولٍ راكدٍ في قعرِ الخزان ٠٠
يتركُ خوذتهُ جانباً غير بعيدٍ عن ركبتيهِ ٠٠٠ تذكرَ طفلتهُ الأولى وأبنه الأصغر وأمهُ المحمولة على أسرةِ الموتِ الخاملِ ، زوجته نالَ التعبُ منها أمتصَّ كثيراً من حواشي المقلتين وبعضاً من تضاريسِ الخدين ، لم يبق أثرُ قبلةٍ كان قد أودعها قبلَّ الالتحاقِ بفوجه المغادرِ مسرعاً الى حدودِ السلامِ المنفيةِ فوق خريطةِ الطريقِ قبل عودته للحياةِ مرة أخرى ٠٠
————————————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٧-٢--٢٠١٧

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

التّحدّي ... قصة : مصطفى الحاج حسين

















التّحدّي ...
قصة : مصطفى الحاج حسين .
كان عائداً من عمله ، منهكاً لا يقوى على
جرّ نفسه ، فتحت له "مريم " الباب ، وهتفت
بفرح واضح :
- " رضوان " .. أنا أعرف كتابة اسمي .
ظنّها تهلوس، فهي أمّيّة مثله ، فسألها ساخراً
- وكيف تعلّمتِ الكتابة ياعبقريّة ؟.
- من " سميرة " ، هي التي علّمتني .
خفق قلبه ، أمعقول هذا ؟! .. هل يمكن
له أن يتعلّم ، وهو ابن الثانية عشرة ، وبرقت
في ذهنه فكرة ، سرعان ما كبرت ، قبل أن
يخطو عتبة الغرفة :
- (( سأعرض على " سامح " أن يعلّمني ، سأرجوه إن رفض . سأشتري له " البوظة "))
وفجأة .. شعر برغبة عارمة ، في رؤية
" سامح " ، قرر أن يذهب إليه حالاً ، وقبل
أن يغسل يديه ووجهه من الغبار والعرق ، ودون أن يغيّر ثيابه المهترئة والمتّسخة ، قفز
مسرعاً، بينما كانت أمّه تعدّ له طعام الغداء.
دخل بيت عمّه " قدّور "، وجد " سامحاً"
محنيّاً على كتابة وظائفه ، فقال بسرعة :
- " سامح " أريدك أن تعلّمني كتابة اسمي .
رفع " سامح " رأسه نحوه ، وارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه :
- تعلّم الكتابة صعب عليك .
- ولماذا صعب ؟!. هكذا سأل بحنق .
- صعب .. ثمّ ماذا ستستفيد إن تعلّمت كتابة
اسمك ؟!.
- سأستفيد ، سأتعلّم كتابة اسمك واسم أبي
وأمي و مريم وسميرة أيضاً .
ضحك " سامح " ، فاغتاظ " رضوان " وقد
أدرك شعور ابن عمّه بالتفوق عليه ، فأحسّ
نحوه بكرهٍ شديد ، غير أنّه وفي هذه اللحظة
لا يريد إغضابه ، وهو على أيّ حال قادر على
ضربه ، لذلك كبح حنقه :
- ماذا قلت ؟؟.. هل أنت موافق ؟.
هزّ " سامح " رأسه علامة الموافقة ، وبقيّ صامتاً يتطلّع إلى الأرض ، كأنّه يفكّر بشيء ما .
- إذاً هيّا بنا .. تعال علّمني .
- لا .. ليس الآن ، سأعلّمك ولكن فيما بعد .
- ولماذا فيما بعد ؟!.. أنا جاهز الآن .
سأل بلهفة من فقد صبره .
- اسمع يا " رضوان " ، هناك فتى في صفّي
يزعجني كلّ يوم ، وأنا لا أقدر عليه ، أريدك
أن تنتظره عند باب المدرسة وتضربه .. هذا
هو شرطي ، لكي أعلّمك ، فما رأيك ؟ .
صرخ " رضوان " دون تفكير ، فلقد شعر
بالنشوة والاعتزاز بنفسه ، " فسامح " يعترف
بقوته ، بشكل غير مباشر :
- طبعاً أنا موافق .. حتّى من غير أن تعلّمني
، فأنت ابن عمي ، أنا على استعداد لقتله نهائياً من أجلك .
عاد " رضوان " إلى بيته ، وهو يفكر :
- (( سوف أجعله عبرة لكلّ الطلاب الذين لا
أحبّهم ، فأنا قويّ ، الجميع يشهد لي بذلك ، وكلّ من يدرس يحسدني على قوّتي .)) .
في اليوم التالي ، وقف " رضوان " قرب
 المدرسة ، ينتظر وهو متفائل بقدرته على سحق خصمه ، ولذلك فهو لم يحمل معه سلاحاً ، كان يهمس في سرّه :
- (( سأعاركه بيديّ ، وإذا لزم الأمر سأشقّ رأسه بالحجارة . )) .  وكان يتخيّل كيف أنّ " سامحاً " سيحسدّه على قوته ، ويعرف أنّه بدونه لا يساوي شيئاً.
بدأ الطلاب يخرجون ، فأخذ يحملق فيهم واحداً واحداً .. ولاح له " سامح " يرتدي صدريته ويحمل حقيبته، ولمّا اقترب
منه كان وجهه مصفراً ، فدنا منه وهمس:
-" رضوان ".. أنا خائف .
فصاح " رضوان " بصوت مرتعش :
- ولماذا تخاف ؟؟!! .. أنت دلّني عليه فقط .
فقال " سامح " بصوته المضطرب :
- سيعرف أنّك ابن عمّي ، وسيقدّم شكوى بحقّي للأستاذ .
- لا عليك .. لن أجعله يعرف من أنا .. سأتبعه
إلى أن يبتعد، ثمّ أنقضُ عليه وأرميه مثل الكلب فوق التراب .
ابتعد " سامح " كالمذعور وهو يهمس:
- لقد جاء .. ها هو ، ذاك الذي يحمل حقيبة
سوداء كبيرة .
نظر " رضوان " حوله، فشاهد عدداً كبيراً من التّلاميذ متشابهي الثياب ، غير أنه
 عرف خصمه من بينهم ، صاحب المحفظة السوداء ، وعندما اقترب منه ، وجده أطول قامة ، وتظهر في وجهه علامات القوّة والشقاوة، تبعه " رضوان" بينما كان"سامح " يبتعد ، وهو ينظر خلفه ، بين اللحظة والأخرى .
دخل الخصم في زقاق جانبي ، وأخذ يسرع خطاه ، عندما عاجله " رضوان " بصرخة قويّة :
- توقّف ياكلب .. توقّف عندك .
التفت ذو المحفظة السّوداء مستغرباً ،
فرأى " رضوان " مسرعاً نحوه وهو يصرخ :
- نعم .. أنت .. توقف ، سوف ألعن أباك .
وفور وصوله هجم عليه ، مسدداً ضربة
قوية على وجهه ، فحمل هذا محفظته ، وهوى بها على وجه " رضوان " فتدفق الدّم
من أنفه غزيراً ، فجنّ جنونه .. وزعق :
- سأفعل بأمك يا ابن ال ....
والتقط حجراً كبيراً وقفذف بها خصمه،
 الذي تفاداها ببراعة ، واشتبكا بقوة ، وكلّ يحاول أن ينتف شعر الآخر ، بينما دم " رضوان " يسيل على وجهه ، والتفّ الصبية يتفرّجون على المشهد المثير ، ومن بعدٍ لمح
" رضوان " ابن عمّه " سامحاً " واقفاً يراقب
 المعركة ، فشعر نحوه بالحقد ، كيف يقف هكذا دون أن يساعده ، فهذا الخصم قويّ لا يستهان به ، وندم لأنّه لم يأت معه بسلاح ،
 وأصابه الخجل عندما استطاع خصمه أن يلوي له ذراعه ، لا بدّ أنّ " سامحاً " يسخر منه الآن ، يده تكاد تكسر تحت ثقل الضغط
، ففكر أن يستغيث " بسامح " ، ولكن قوته المزعومة ستهتز حقاً في نظر " سامح " ..
تألم كثيراً ولكنّه استطاع في اللحظة الأخيرة أن يصرخ :
- اترك يدي ياابن السافلة .. لقد كسرتها .
ولم يكد يكمل عبارته حتّى جاءته ركلة
 على مؤخرته ، تحرّرت يده وركض يبحث عن حجر ، لكنّه وجد صاحب المحفظة ينحني على الأرض ، فانطلق يعدو وخلفه خصمه ، وهو يهتف :
- توقّف يا جبان .. سألعن أباك .
حول سور المدرسة قعد " رضوان " حاملاً في طيات نفسه ذلّه وانكساره ، لقد
هزم .. ياللفضيحة ، وكان يتساءل :
- (( كيف سأقابل " سامحاً " ؟. وماذا سيقول
 هذا الوغد " لسميرة " ، التي أتظاهر أمامها دائماً بالقوة ؟؟ .. اللعنة عليك يا " سامح " ، هل نصبت لي فخاً ؟!؟!.. هل كنت
تعرف مدى قوة ذلك السّافل ؟؟.. ودفعتني لأتعارك معه ؟ .. أكنتَ تمتحن قوتي ؟!.. أم
كنت مخدوعاً بقوتي مثلما كنتُ أنا مخدوع
.. ولكنّي سأريك قبل أن أري خصمي ، بأنّي
لست جباناً .. فإن هربت اليوم ، فذلك لأنّي
متعب من العمل ، في الغد سأحتال على أبي
وأبقى في البيت ، وآتي إلى المدرسة ، قسماً
سأهشّم رأسه ، سأضربه حتّى الموت .. فلا
تسخر منّي ياوغد ، وإياك أن تذكر شيئاً أمام
أختك " سميرة " .
ما كان عليّ أن أهرب ، كان عليّ أن أحمل
سلاحاً ، وأن أجد حجراً ، بدل أن أهرب .. اللعنة على الحجارة ، حين نحتاجها لا نجدها
.. ما أبشع الهزيمة ؟!.)) .
ظلّ " رضوان " هكذا متوارياً ، يفكّر ..
وها قد حلّ الظّلام ، ولا بدّ له أن يعود ، قبل
أن يتفقده أبوه .
وفي اليوم التالي ، استطاع " رضوان "
أن يحتال على أبيه ، ولم يذهب إلى الشغل،
نهض من فراشه متّجهاً نحو المطبخ ، وأخذ
 يتفحّص السكاكين، فانتقى واحدة لينتقم بها لكرامته ويستعيد ماء وجهه من خصمه ، وبسرعة أخفاها وراء ظهره ، حين دخلت عليه أمّه سائلة :
- لمَ تركت فراشك وأنتَ مريض ؟ .
فهرب أمامها دون أن تلمح السكين ، إنّه لا يخافها على الإطلاق ، وهي أيضاً تتستّر عليه فلا تخبر والده بما يفعله . ولقد كتمت
أمر تدخينه السّجائر أمامها رغم تهديداتها
المتكررة .
كان عليه أن ينتظر ، ريثما يحين موعد
انصراف طلاب المدارس ، فقضى هذا الوقت
في محاولة تجربة السّكين في قطع الأشياء
، وقام بالتدرّب عليها ، حيث يقفزها بقوة عن
بعد، فتعلق بأعمدة الكهرباء . لم يشأ أن يقابل
" سامحاً " ، أجّل ذلك ريثما يسترد كرامته ويحقق انتقامه ، وأقسم :
 - (( لو أنّي رأيته الآن ، وشعرت بأدنى بادرة منه على السّخرية والتقليل من شأني ، لكنت قتلته بالسكين فوراً . )) .
انصرف الفوج الأول ، وتدفق الأولاد مندفعين مبتهجين لاستعادتهم حريتهم ، فأسرع إلى زقاق معركة الأمس ، مصمماً على الانتقام ، في نفس المكان الذي شهد انهزامه ، حتّى لا يشعر بالخجل والعار كلّما
مرّ به .
وقف عند الزاوية مترصداً الذاهبين والقادمين ، إلى أن برز خصمه قادماً من بعد
، خفق قلبه في حين اشتدّت قبضته على السكين .. اختبأ عند المنعطف محدثاً نفسه :
- (( سأباغته بطعنة في بطنه .. وأهرب .)).
حينما اقترب ذو المحفظة السّوداء ، وصار بمحاذاة المنعطف ، برز له " رضوان " شاهراً سكّينه بيده ، انتبه الولد لهذه الحركة
السّريعة ، فتجمّد مكانه لا يعرف ماذا يفعل ،
 فسارعه " رضوان " بهجمة تريد أن تصل بطنه بطعنة خارقة ، وقبل أن يصل إليه ، انقضّت يد جبّارة لرجل شاهد " رضوان " يمشي خلف خصمه ، ولكنه لا يدري كيف غفل عنه .
زعق الرجل وهو يشد بقوة يد " رضوان " :
- ارمِ السّكين على الأرض ياكلب .. كدت تقتل ابني .
سقطت السكين .. وصرخ " رضوان " :
- دخيلك ياحجي .. اتركني .
في تلك اللحظة شاءت الأقدار أن ينعطف
" قدور .. أبو سامح "، في هذا الزقاق ، ويبصر ابن أخيه، فركض نحو الرجل صارخاً:
- " تترجّل " على ولد ياجبان .
- سألعن والده .. كاد يقتل ابني .
لم يحتمل " قدور " وسدّد قبضة قويّة على عين الرجل ، فترنّح الرجل بينما كانت
 يده تضغط مكان الضّربة ، وبدأ الصّياح ، فالتمّ الأطفال حول المتشابكين ، وفتحت النساء الأبواب وبدأن بالصراخ .
وفجأة .. وبسرّعة فائقة .. انحنى الرجل
 والتقط سكين " رضوان " وقبل أن يتفاداه العم " قدّور " ، كانت السّكين قد استقرّت في بطنه ، تعالت الأصوات .. والصرخات ..
 من كلّ صوب ، بينما كانت عينا العم شاخصتين ، لقد أذهلته المفاجأة ، وانطلق الرجل القاتل يعدو .. ومن خلفه ابنه .. ووقف " رضوان " يبكي ، لا يعرف كيف يتصرّف ، ولم يتحرّك إلاّ بعد أن خرَّ عمّه على الأرض ، فأخذ الطفل " رضوان " يركض
صارخاً :
 - لقد قتل عمّي " قدّور .. عمّي مات .
مصطفى الحاج حسين .
حلب

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

.كحناء العروس بقلم نهاد العيسى


.كحناء العروس في ليلة الزفاف مخّضبة الروح..بالأحمر...شوقا ...

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

أغتيال موظف نزيه بقلم اسعد عبد الله عبد علي



أغتيال موظف نزيه
بقلم اسعد عبد الله عبد علي
مطر هذه الليلة لا يتوقف, شارع المشتل تحول إلى بركة ماء, الناس تسير مسرعة, صوت منبهات السيارات يصم الأذان, خصوصا أن الشارع تمر من خلاله مركبات الشحن الكبيرة, التي تتميز بمنبهات تسبب الصمم.
كان يحمل كتبه عادا لبيته, لكنه قد خالف كل من حوله بعدم اهتمامه بالمطر, بقي يسير على عادته ببطء, مع أن ملابسه تبللت بالكامل, معطفه الأسود وقبعته, لكنه كان غارقا في أفكاره, نعم لقد كان يوما سيئا, شديد الضغط على كيانه, فما عاد يعرف كيف يكمل الطريق, يهتز كيانه كلما عاد شريط الساعات الماضية:
- علي أن اترك هذه الوظيفة, التي لم تجلب لي ألا الهم والقلق, شهرين وأنا في رعب حقيقي, ما لي واللصوص, أنهم مجموعة من السفلة, لكن ببدلات غالية وربطات عنق أنيقة, عندما أراهم استشعر نتانة تخنق الوجود.
جاء اليوم احد المقاولين ومعه معاملته لبناء مشروع للعاصمة, لكن حسن الموظف الجديد في قسم تدقيق المعاملات, وجد أن معاملة المقاول مخالفة للتعليمات, فرفض تمريرها, وكتب عليها "مخالفة للتعليمات وغير مستوفية للشروط", عندها دخل عليه المقاول, وطلب أن يكلمه على انفراد, فخرج حسن إليه ليفهم ماذا يريد, جلسا معا في كافتريا الدائرة, فبادر حسن للسؤال:
- قل ما تريد؟
أحسن المقاول أن الفرصة حانت كي يفوز بتوقيع هذا الموظف الشاب:
- سأعطيك سيارة حديثة هدية, بالإضافة لشقة مدفوعة الإيجار سنة كاملة, ومبلغ جيد من المال, سأجعل حياتك تكون كالحلم, فقط أفوز بتوقيعك, وهو سيكون في مصلحة البلد, وأنت بتوقيعك تقدم خدمة للوطن, وتكون أديت عملك على أحسن وجه.
ذهل حسن من كلام المقاول, فالمقاول دق على الوتر الحساس, فحسن يحلم بهذه الأشياء, سيارة وشقة, واطل وجه حبيبته التي تنتظره منذ أشهر, لكن أوراق المقاول لا تعطيه الحق بالفوز بالمقاولة, فان وقع عليها يكون مشترك في جريمة خطيرة, أفاق أخيرا من صدمة العرض, فقال للمقاول:
- لا لا لا , لا تحاول معي, أنا لا اقبل الرشوة, وان كررت كلامك سأشتكيك عند امن الدائرة.
اشتاط غضبا المقاول, فكيف يرفض هذا الصعلوك عرضه, هل ستضيع عليه المقاولة, فصاح بالموظف حسن:
- سأجعلك تندم.
غادرا الكافتريا, خرج حسن مسرعا, ووقف المقاول خارج الكافتريا يفكر, ثم اخرج المقاول سيكارته كي يرشده دخان التبغ لحل ما, وهو غارق بالتفكير بالخيارات البديلة, اتصل بمدير مكتب أمين الحزب, كي يحل الإشكال:
- صباح الخير فخامة الأستاذ.
- صباح النور, تكلم ماذا تريد؟
- أستاذ المقاولة عرقلها موظف صغير, أريد تدخلك استأذنا المبجل.
- اسمع, اذهب لغرفة المدير, فقط اخبره انك من طرفي.
- شكرا, شكرا سعادة الأستاذ الفاضل.
عادت علامات التفاؤل لوجه المقاول, أسرع نحو غرفة المدير, وكان هناك سكرتيرة جميلة بثياب فاضحة, تنظم الدخول لغرفة المدير, فاقترب منها, ليغمرها بعطره الفرنسي ويدهشها بخواتمه الذهبية, ونظر لها بعمق, ثم قال:
- صباح الخير ست.
تبسمت السكرتيرة وهي مازالت في دهشتها وإعجابها بالمقاول, فهي تعرف صفات الأغنياء:
- صباح النور أستاذ, تكلم ما هو طلبك, وسالبيه لك.
تبسم بخبث فالفتاة صارخة الجمال, ثم قال:
- أريد مقابلة المدير, لأمر خاص ومهم.
- تدلل أستاذ, سأخبره وأعود لك, تفضل, أستريح, وسأعود لك سريعا.
جلس المقاول, وذهبت السكرتيرة الجميلة, وبسرعة عادت له وهي تطيل النظر أليه بالإعجاب:
- تفضل أستاذ, المدير ينتظرك.
مد يده واخرج كارت شخصي, ودسه بين يديها, وقال لها:
- هذا رقمي الشخصي, انتظر منك اتصال, فانا أحب إن أخدمك, فأنت جميلة وتستحقين.
أخذت السكرتيرة الكارت على الفور وتبسمت برضا تام, وقالت له:
- سأتصل بك قريبا.
بعد ربع ساعة كان مدير التدقيق ومدير الحسابات يعنفون حسن بكلمات الذم والتقريع, وتم رفع تقرير بحسن لسوء سلوكه, وخصم عشر أيام من راتبه, وهو مصدوم مما يحصل, فهو لم يفعل إلا الصواب, لكن جاءت الأمور بعكس ما كان ينتظر, في نهاية اليوم الوظيفي جاء أمر نقله إلى مخازن الدائرة.
كأن كراج المشتل بركة ماء بفعل مياه الإمطار الغزيرة, ازداد المطر شدة, ومعه انقطعت الكهرباء, وحل ظلام دامس, ويزيد من رعب اللحظة الرعد المخيف, وصخب العائدين للمنازل من عمال وموظفين وكسبة,
كان حسن غارق في تساؤلات النفس: (( ترى هل قدر للعدل أن يموت, ولماذا الفاسدون ينجحون دوما, أن أكثر ما يثير تعجبي هو دولتنا التي تفتح اذرعها لفريق المنافقين والمفسدين.))
أخيرا اقبل الباص فهرول كل الحضور إلا حسن, كأنه يريد أن تغسل الإمطار ذاكرته, عن يوم انتصر فيه الفساد.
في تلك اللحظة بقي حسن وحيدا في الشارع, وفجأة تأتي سيارة سوداء مسرعة باتجاه حسن, وحسن غير منتبه لها الا وهي تقرب منه, ثم تسحق الموظف حسن, فتخرج صرخة مدوية تحت جنح الظلام, لتمتزج بالرعد والمطر, وتهرب السيارة مسرعة نحو المجهول, ويعود الصمت الا من صخب قطرات المطر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبد الله عبد علي
كاتب وأعلامي عراقي

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

قبلة بقلم نهاد العيسى



قبلة على خد الأميرة النائمة... استيقظت....نام الأميرمسحوراً

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

إجراءات ... قصة : مصطفى الحاج حسين .



إجراءات ...
قصة : مصطفى الحاج حسين .
أعلنت وزارة الترببة مسابقة لتعيين مدرسين للّغة العربية ، فسارع " تحسين " وقدّم أوراقه .. لقد مضى على تخرّجه سنتان وهو دون عمل .
كان عليه أن يخضع لفحص المقابلة في
 العاصمة ، وحينما عاد كان متفائلاً ، لأنّ اللجنة الفاحصة سرّت من أجوبته ، ومما ضاعف من سروره ، إعجابها بقصيدته التي
ألقاها على مسامعهم .. ذلك أنّ " تحسين "
شاعر مشهود له في مهرجانات الجامعة .
بعد أيام جاء شابان إلى الحارة ، وسألا
عن " تحسين " وسلوكه الشّخصي وعائلته
واتجاهاته السياسية .
فأسرع السٌمان " أبو علي " وكعادته في
المبالغة ، أضف إلى كرهه ل " تحسين " ، قال :
- أستاذ " تحسين " .. لحظة من فضلك .
توقف " تحسين " عن السّير ، بينما كان " أبو علي " يخرج مسرعاً من دكانه :
- أهلاً .
- سألوا عنّك اليوم .
- سألوا عنّي .. من هم ؟!.
- رجال المخابرات .
امتقع وجه " تحسين " واضطرب صوته
، واتّسعت في عينيه الصّغيرتين إشارة استفهام كبيرة :
 - المخابرات سألوا عنّي ؟! .. لماذا ؟!!
ولمّا أدرك السّمان أنّه سيطر على " تحسين
" ، الذي يعامله باستعلاء دائماً ، ولا يشتري من دكانه ، قال بتلذذ :
- سألوا عن اتجاهك السّياسي !!! .
انبثق الذّعر كعاصفةٍ في أعماقِ تحسين
ارتجف كيانه ، لم يعد يتمالك نفسه ، فحوّل
الكتب التي يحملها إلى يده اليسرى ، وقال
بصوتٍ مرتعش :
- وماذا قلت لهم يا " أبو علي " ، أرجوك طمئني ، شغلت بالي ؟؟.
وجاء درو " أبو علي " ليبالغ ويكذب كعادته
دوماً :
 - والله يا أستاذ ' تحسين " ، قلت بحقك كلاماً جميلاً ، أخ لا يقول عن أخيه مثل هذا الكلام .. نحن أخوة يا رجل ، حتّى وإن كنت
لا تشتري من عندي .. ماذا تريدني أن أقول
؟ أمن الممكن أن أتفوّه بكلمة تؤذيك ، وتقودك إلى السّجن ؟!.
غارت الأرض من تحت قدميّ " تحسين"
، وردد مستنكراً :
- السّجن ؟! .. ماذا تقول يا " أبو علي " ؟! ..
هل أنا مجرم ؟! .. أنا لا علاقة لي بالسياسة.
ضحك " أبو علي " بخبث ، وسدّد نظرته
التي يعتقد بأنّها ذكية :
 - أنتم الأساتذة لا أحد يقدر عليكم ، كلكم تدّعون البعد عن السّياسة ، لم أسمع من يعترف بعلاقته بها ، مع أنّه قد يكون من أكبر السّياسيّن .
ثمّ كرر ضحكته الخبيثة :
- معلوم أستاذ " تحسين " ، هذه سياسة وليست لعبة .
لام نفسه بشدّة لأنّه لم يكن يشتري من
دكان " أبو علي " :
- أبو علي .. أنا فعلاً لا علاقة لي بالسياسة .
- الله أعلم .. وعلى كلّ حال خذ احتياطاتك،
الحذر واجب .
وانتبه " أبو علي " على زبون يقف أمام
الدّكان ، فانصرف دون استئذان .
دخل المنزل . نادته أمّه ليشاركهم العشاء :
- لا أريد .
ودخل غرفته ، أغلق الباب ، استلقى على السّرير ، أشعل سبجارة ، وراح يفكّر :
- لماذا يسألون عنّي ؟.. ما الأمر !!! .. ما علاقتي بالسياسة ؟! .. وأنا لم أتدخل بها
إطلاقاً !! .. وما قال " أبو علي " عنّي ؟! ..
كلّ أهل الحارة يعدّونه مخبراً ، اللعة عليّ يوم قررت عدم الشّراء من عنده .. هل هناك
شبهة تدور حولي ؟؟!! .. آه ... نعم .. نعم ..
 أصدقائي هم السّبب ، لا حديث لهم سوى السّياسة .. عدم توفر فرص للعمل .. استحالة الزواج في ظلّ هذه الظروف المعيشيّة .. غلاء الأسعار .. فقدان المواد
التّموينيّة .. الحرّية .. الدّيموقراطية ..تكافؤ
الفرص ... رجوتهم كثيراً أن يتركونا من هذه
الأحاديث ، التي لا تجلب لنا إلاّ الدّمار .. هل
أخطأت ؟! .. وتفوّهت بكلمة تمسّ الدّولة ؟!.
ولكنّي حذر في هذه الأمور .. لا أثق بأي مخلوق على وجه الأرض ، فأصارحه بحقيقة
مشاعري نحو السلطة ، لم أفقد أعصابي مرّة
 واحدة ، دائماً أنا يقظ ، منتبه ، حريص إلى أبعد الحدود .. ترى هل يكون " جمال " مخبراً ؟؟!! .. يجرجرنا بالكلام ويبلّغ عنّا ؟!..
يجب أن أحذره ، بل ينبغي أن أحذّر أصدقائي منه ، بل عليّ أن أبتعد عنهم ، فما
نفعي من صداقتهم ؟؟!! .
نهض ينادي شقيقته ، طلب إليها أن تعدّ
الشّاي ، عاد إلى السّرير ، يدخّن مفكّراً :
 - لكنّ المشكلة الآن ليست بأصدقائي ، بل باللذين يسألون عنّي .. ماذا لو جاؤوا وأخذوني ؟!.. ثمّ ماذا لو عذّبوني ؟؟!! .. أنا
لا أحتمل الضّرب .. منذ طفولتي وأنا أخافه،
كنت أدرس فقط خوفاً من عصا الأستاذ .. وخرطوم أبي .. سأعترف بكلّ شيء قبل أن
يضربوني ، سأقول الأحاديث التي دارت بين
 أصدقائي ، لن أتستّر على أحد ، كلّ واحد منهم مسؤول عن كلامه .. أنا لا علاقة لي بالسياسة .. منذ شاهدت جارنا " أبا محمد "
مكبّلاً قررت نسيانها .. ماذا جنى جارنا غير
الدّمار ؟!.
تنبّه إلى رنين جرس المنزل ، فانقطعت
خواطره ، ووثب قلبه خارجاً :
- جاؤوا ليأخذوني ..
قرأ على روحه سورة الفاتحة .. انكمش
على نفسه .. تراجع .. التصق بالجدار .. بحثت عيناه عن مخبأ .. قفز عن السّرير ..
الهلع يسيطر عليه .. اقترب من الباب بحذر
شديد ، تصاعدت دقات قلبه ، مع انبعاث الرنين مرّة أخرى :
- رباه أنقذني أرجوك .. بحقّ نبيك محمّد .. أنا لا علاقة لي بالسياسة .
عينه القلقة على العين السّحرية ، أبصر شقيقه الصغير ، تنفّس الصعداء ، حمد الله
كثيراً ، فتح الباب وعاد :
 - من أين جائتني هذه المصيبة ؟! .. خائف أنا ، طالما أنّهم سألوا عنّي ، فهم لا بدّ سيداهمون البيت ، عليّ أن أتوقّع ذلك عاجلاً
أم آجلاً ، وبنبغي أن أرتب كلّ شيء ، أقوالي،
أفكاري ، شخصيّتي ، بجب أن أكون قوياً أمامهم ، متماسكاً .. والواجب أن أبلّغ أهلي
حتّى لا يفاجأوا .
نهض وغادر غرفته ، جلس بجوار أبيه ،
الذي يشبهه إلى حدٍ كبير ، لولا فرق السّن .
قالت الأم ، التي لا تختلف عن " حسين"
وزوجها في القصر والبدانة :
- هل أحضر لك العشاء ؟.
- لست جائعاً .. لا أشعر برغبة ..
سأل الأب بصوته الأجش :
- مابك اليوم ، لماذا تحبس نفسك في الغرفة ؟.
- عندي خبر سيء ، أودّ نقله لكم .
الأم :
- خير إن شاء الله ؟؟؟!.
قاطعها الأب بانفعال :
- دعينا نسمع .
حاول أن يكون هادئاً ، كي لا تكون المفاجأة كبيرة ، واختفت بسرعة أصوات أخواته وحركاتهم :
- اليوم سأل عنّي رجال المخابرات ، في الحارة .
- المخابرات ؟؟؟!!! .
هكذا انفلتت هذه الكلمة من الجميع .
- سألوا عنّي السّمان " أبو علي " .
سألت الأم وقد بدأ الخوف يسيطر عليها :
- وماذا يريدون منك ؟!.
- يسألون عن اتجاهي السياسي .
- وما هو اتجاهك السياسي ؟ .. هل أنت مختلف عنهم ؟!.
- أنا ياماما لا اتجاه لي .. أنا حيادي .
قال الأب ، وفي صوته بعض الاضطراب ، وهو يحاول جاهداً أن يخفيه :
- جاء اليوم الذي كنت أخشاه .
- بابا أنا لم أفعل شيئاً ، يمكن أن يحاسبوني عليه .
- يكفي أنّك حيادي ، هذا أهم مأخذ عليك .
- أرجوكم ليس هذا وقت اللوم ، عليكم أن
تتوقعوا حضورهم إلى هنا .
ذعر الجميع ، وصاحت الأم بحرقة :
- يارب من أين جاءت هذه المصيبة ؟!.
عاد إلى غرفته ، مخلفاً أمّه وأخواته
يشهقن في البكاء ، بينما كان أبوه غارقاً في
صمته .
جلس على حافة السّرير ، أشعل سيجارة
وأخذ نفثاً عميقاً ، وفجأة اصطدمت عيناه برفوف الكتب ، وفكّر :
- المكتبة .. إنها تشكّل خطراً عليّ ، صحيح هي لا تحتوي كتباً سياسية ، لكن ما يدريني
كيف تفسّر الأمور ؟.. ينبغي اخفاء المكتبة ،
ولكن أين ؟.. الكتب كثيرة ، واخفاؤها في
البيت مستحيل ، وإيداعها عند الجيران غير
 ممكن ، وعند الأصدقاء ضرب من الجنون ، فأنا لم أعد أثق بأي صديق كان ، ومن المحتمل أن يكون بيتنا مراقباً ، بل ذلك في
حكم المؤكد ، فما أدراني ... قد يكون " أبو
علي " مكلّفاً بمراقبتي ؟ .. ليس أمامي إلاّ حلّ واحد ، نعم واحد لا غير .. وهو احراق
المكتبة .. فالكتب غير مهمّة ، مهما كان ثمنها
، سلامتي هي الأهم .. فيما بعد ، إن خرجت
من هذه الأزمة ، سأبكي على كتبي كثيراً .
وبسرعة .. ودون تردد ، نهض " تحسين"
وحمل بعض الكتب ، واتّجه إلى الحمّام ، أوقد الطّباخ ، وأخذ يمزّق الأوراق ويدسّها
للنار ، إلى أن أحرق جميع مالديه من كتب ،
لم يبق عنده سوى كتب الدّبلوم الذي يدرسه
، وأحرق أيضاً كلّ مالديه من أوراق ورسائل
خاصة ، وصور تجمعه مع أصدقائه ، ودفاتر
كثيرة ، تحتوي على قسم عظيم من قصائده
، التي كتبها على مراحل عديدة ، وحين سألته أمّه عن سبب احراق مكتبته ، قال دون أن يلتفت إلبها :
- قد تكون خطرة في نظرهم .
وبينما كان يهمّ بالدخول إلى غرفته ، رنّ
جرس المنزل ، وأسرع الجميع مذعورين إلى
العين السّحرية ، من يكون في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟؟!!.
- إنّه رجل !!! .
قالها بصوت مرتعش ، خائف .
وعندما رنّ الجرس مرّة أخرى ... اقتربت الأم بجزع ، لتنادي من وراء الباب :
- مَن .. مَن ؟؟؟ !!؟؟!! ....
أجاب القادم :
- أنا .. أنا جاركم في الطابق الرابع .
سألته ، والكلمات تخرج بصعوبة من حلقها
الجاف :
- ماذا تريد يا أخي ؟؟ !! .
- بسبب حمّامكم .. الدّخان أعمانا وخنقنا .
قالت الأم بعد أن استردت أنفاسها ، وكلّ من معها من أفراد الأسرة ، بما فيهم " تحسين ":
- حاضر يا أخي ... لقد أطفئنا الحمام ، قبل
قليل .
كلّ ذلك والأب قابع في الصالون ، يسترق
السّمع بانتباه شديد ، والعرق البارد يتسرّب
من جميع أنحاء جسمه .
عاشت الأسرة تحت كابوس الخوف والذّعر الشديدين ، فما من حركة تصدر ، إلاٌ
سمحت الأم لنفسها بالبكاء ، متوقعة قدومهم
لآخذ " تحسين " فلذة كبدها .
وبعد أن غرق البيت في الظّلام ، وسبح
كلّ واحد في خوفه منفرداً .. فكّر تحسين :
- لم يبق عندي أثر يدلّهم على شيء ، أقوالي
جاهزة ، إنٌي جاهز .
وبرقت في ذهنه فكرة جهنّميّة :
 - سأكتب بعض القصائد في مدح الرئيس ، سأمجّده .. وأسمّيه عظيم الأمة .. وصانع الانتصارات ، وسيّد العرب والمقاومة ، وأضع
القصائد هذه ضمن دفتر أشعاري ، وعندما
سيطّلع عليها المحقّق ، سيعتذر منّي ، ويدرك
مدى فداحة الخطأ المرتكب بحقّي ، ويعاقب
" أبو علي " على كذبه ، وشهادة الزّور التي
كادت تقضي عليٌ .
نهض من سريره ، أشعل الضّوء ، أحضر
دفتراً وقلماً ، وكتب :
- في المساء ..
يد الرئيس تهدهد أجنحة الشّمس
وبراحة كفّه المباركة
يزيل الغبار عن جبهتها
يسقيها من حليب روحه
ويطهّر بدنها اللدن
من صناببر نوره
يد الرئيس بيضاء
تكفّن شهداءنا
تزيل الدّم عن أحلامهم
وتثري عويل اليتامى
في الشتاء يد الرئيس تقبض على الغيوم
وتمطر فوقنا
زخات من وعود
فتبعث في حقولنا قامات من صمود
ليس فيها إلاّ الرّعود
فتزهر على جباهنا
آيات السّجود
فويل .. ثمّ ويل
لمن بانت على سحنته
علامات الجحود .
وبعد ساعتين صاغ عدداً من القصائد ،
ووضع تحت كلّ قصيدة تاريخاً قديماً ، لكي
يوهم المحقق بأنه من محبي الرئيس ، حتى
أنه نوع بالأقلام لتنطلي الحيلة .
وهكذا تسرّبت الطمأنينة إلى نفسه بعض الشيء ، فأسرع إلى سريره علّه يستطيع النوم ، ولم تمض دقائق على غفوته
، حتّى استيقظ مذعوراً ، فقد شاهد حلماً غريباً وحين حاول أن يتذكّره ، وجد نفسه
لا يذكر سوى وجه السّمان " أبو علي " ، وابتسامته المقيتة ، حاول أن يعود للنوم فلم
يفلح ، إلى أن بزغ الصّباح .
خرج من المنزل ، وما إن لمحه السّمان
" أبو علي" ، حتى ناداه :
- أستاذ " تحسين " لحظة من فضلك .
وما إن توقف ، وشاهد السّمان خارجاً
من دكانه ، ترتسم على وجهه الابتسامة ذاتها
التي رآها في المنام ، حتى غذّ السّير ، غير
عابئ بصراخ السّمان خلفه .
كان هدفه من التجوّل أمراً واحداً فقط
، أن يثبت لنفسه بأنّه مازال طليقاً ، تناهى
إلى سمعه وقع أقدام مستعجلة ، خلفه ، فشعر بالضيق والخوف ، في البدء لم يجرؤ
على الالتفات ، ثمّ تشجّع ، فتراءى له السّمان
يمشي خلفه ، فأسرع في سيره ، وعلى بعد
خطوات ، وجد منعطفاً نحو اليمين فسلكه ،
والمذهل أنّه خيّل إليه أنّ السّمان يتعقّبه ،
فتيقّن أنٌه يراقبه ، فعبر بسرعة أوّل منعطف
صادفه ، وأخذ يركض .
ركض أول الأمر بحياء ، ثمّ التفت ، فظنّ
" أبو علي " راكضاً خلفه ، فأسّرع في ركضه،
دخل أزقة لم يعرفها ... وحين أحسّ أنّ سترته تعيق ركضه ، خلعها ورماها وراءه ،
 أدار رأسه ، فتوهّم أشخاصاً يشاركون السّمان ملاحقته ، فزاد من سرعته ، راح يلهث ، وكلّما أدار رأسه ، اعتقد أن عدد المطاردين يتضاعف .
فجأة .. علت الأصوات خلفه ، ومن حوله
ارتبك أكثر ، حين انضمّ إلى الأصوات ، صوت
فرامل سيارة ... وحاول أن ينتبه ، أن ينقذ
نفسه ، أن بتفادى الصّدمة ، أن بتوقف ، يتراجع ، ينجو ... لكنّ الوقت فات ... فقد
أصبح كتلة لحم ، تحت العجلات .
بعد أيام ...
أعلنت نتائج مسابقة وزارة التربية ، وكان الخبر مثار ألم فظيع لأهله وأصدقائه ، حين
 عرفوا أنٌ ترتيب " تحسين " ، كان الأوّل على زملائه .
مصطفى الحاج خسين
حلب .. عام 1992

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

حديث الشرف بين كاتب وعاهرة بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي



حديث الشرف بين كاتب وعاهرة
بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي
كانت ليلة الأمس باردة جدا, فكانون الثاني شديد القسوة, ببرده الذي لا يطاق, جلس العجوز قرب نافذة البيت وبيده حاسوبه الصغير, يريد أن يطرد البرد المسيطر على جسده التعب, ليسطر كلمات مقال, حيث تم تكليفه بكتابة مقال يمدح فيه فخامة الأسياد, فأسرع كي لا يضيع الوقت, وانطلق ينسج كلماته الإنشائية, عسى أن يكتمل مقالا, فطاعة الأسياد واجبة في عرف العجوز, مع انه لا احد يقرأ له, لهشاشة أفكاره, وكذلك لان تفكيره محدود يستند على قاعدة التملق, والتي تنص على: "تملق ثم تملق ثم تملق, حتى تفوز بالمال والمناصب", هي قاعدته الذهبية التي أسس عليها حياته.
قرر العجوز أن يجعل من المزايدات مقدمة لمقاله النادر, الذي سيحقق الكثير له على المستوى الشخصي, وبه يكسب رضا الأسياد, فشرع يكتب مقاله:
- الوطن يبتسم فرحا بالانجازات غير المسبوقة, التي تمت بفضل سعادة الأسياد, وعلى الشعب أن يسجد طويلا كتعبير للرضا والطاعة, ومن ينتقد فهو يغرد على نغمة أعداء الأسياد, وهو كافرا زنديق, ويجب أن تصيبه اللعنات, فكيف يصف احدهم بان فخامة الأسياد لا ينتجون الخير, الا يرون بأم أعينهم الشعب السعيد والحياة المرفهة, الا ينظرون لكم الانجازات التي تفوق ما حققه كل من حكم العراق, لكن ألان فقط عرفت سر المنتقدين, أنهم عميان لا يرون النهضة العراقية الحالية.
فرح العجوز بما خطته يداه, لكن انقطعت الكهرباء, فكان مجبرا على التوقف, لكنه ضجر وخاف فالظلام يشعره بالرعب, لعن وزير الكهرباء كثيرا, حاول أن يلجا لمدفأته, لكن أيضا فارغة من النفط, فانتهى معها حلم التمتع بالدفء.
فجأة طرق الباب, شعر العجوز برعب كبير بل كاد يصرخ من الهلع, ثم وقف فضرب رأسه بالحائط وجرح نفسه, وبعد جهد وصل للباب, فتح الباب فكانت أمامه جارته تمارة, التي تعمل في كازينو ليلي, كانت بأجمل هيئة, بيضاء تسر الناظرين, عيون ساحرة وجسد كجبل شامخ, كاد يسقط العجوز من هول المفاجئة, فهو أمام كائن يفوق كل خياله, بقي فاتحا فمه من التعجب من دون كلمة, فقالت تمارة:
- مساء الخير عمو.
تلعثم في الرد, بالكاد بلع ريقه, ورد التحية:
- صباح النور, أهلا تمارة.
ضحكت بصخب تمارة لان العجوز قال "صباح النور", ثم ضحكت كثيرا من بيجامة العجوز وكانت بيضاء ومخططة مصنوعة من قماش البازة الاثري.
- عمو أين وجدت هذه البيجاما التحفة.
ضحكت, وبقي العجوز غارق في هول صدمته, وشعوره بالاضمحلال أمام هذا الكائن العظيم, حاول أن يستجمع رجولته التي بعثرتها ضحكات عاهرة, ثم قال:
- تفضلي تمارة يسعدني شرب الشاي معك.
نظرت له بتعجب من دعوة الشاي, ونظرة بتفكر مع رفع الحاجب الأيمن, مما جعل العجوز يغرق في بحر من الأمنيات الخبيثة, بددت تمارة الصمت فقالت:
- فقط أرسلني أبي يريد منك أيجار البيت, وهو متعجب من تأخرك بالسداد.
- أن أبوك رجل ذو قلب كبير, تفضلي, اجلسي هنا في صالتي المتواضعة, وسأجلب لكي ما تريدين.
دخلت تمارة وخلفها يمشي العجوز ويتعشق تفاصيل جسدها, ومع دخولها عاد التيار الكهربائي للبيت, فانكشف كثير مما كان خافيا, جلست بقرب حاسوب العجوز وهو ذهب ليصنع الشاي, والأفكار الشهوانية تتزاحم في رأسه الذي لم يغسله منذ يومين, بسبب انقطاع الماء عن بيته, والأفكار تضج بل تصرخ في كيان العجوز:
( ترى هل أفوز بساعة عشق مع هذه الفتاة العاهرة, هل اغويها بمبلغ من المال). أسرع للعودة الى الصالة, ووجدها جالسة وقد انكشف جزء من ساقيها, وهي مهتمة بقراءة ما كتب على شاشة الحاسوب, كانت يداه ترتجفان وهو يقدم لها الشاي بفعل الشهوة:
- تفضلي تمارة هذا الشاي خصيصا لهاتين الشفتين.
نظرت له شزرا, وغطت ساقيها بمعطفها, وقالت له بعصبيه:
- عمو ما هذه المقالة الغريبة! عيب عليك أن تكذب وتحاول أن تضحك على الناس, الا تخاف الله, أين شرف مهنة الكتابة, كنت احترمك فيما مضى, لكن ألان صدمتني, هل هذه هي الثقافة أن تضحك على القراء.
شعر بالغضب من كلمات هذه المرأة العاهرة, كيف تتكلم عن شرف الكتابة وهي عاهرة, فقال لها:
- عجيب, العواهر تنتقدنا, عن أي شرف تتحدثين وأنتي عاهرة, تبيعين جسدك بالدينار, اصمتي أخزاك الله.
دمعت عيني تمارة فنهضت لتغادر, وقبل أن تخرج قالت له:
- نعم أنا عاهرة, لكن ليس برغبة مني, بل بسبب الظروف التي لا ترحم, لكن افهم الفرق بيننا, أنا أبيع جسدي لشخص مقابل مال, وكذلك أنت عاهر فتبيع فكرك مقابل المال, لكن عهرك اكبر لان ممارستك للعهر تكون عامة لكل الناس, وقد ينخدع البعض بما تكتب فتكون قد أفسدت العقول بعهرك, أنا إن قورنت بك فانا شريفة وأنت عاهر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وإعلامي عراقي

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

الشام بقلم نهاد العيسى


استيقظت مشتاق لها ....وكأني كنت أرتل صلاة فجرها..وفعل الشوق لأديمها ولثراها ..الشام

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

جمالك أسطورة بقلم نهاد العيسى



جمالك أسطورة ..كفانوس سحري ..أطلبي كل الآماني ..معك علاء الدين

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

أبناء القهر بقلم محمد غادر



...أبناء القهر...
البرد قارس يفت العظم.وكاد الليل ان يعم
 جلس على زاوية متجر ليرتاح . لقد أعياه المسير من شارع إلى شارع يسأل المارة حسنة ولا يجد اذان صاغية.
 هل أخطأ حين ترك دار اﻷيتام هربا تحت جنح الظلام؟؟لا...لا ردد في نفسه وهو يسترجع ايامه في الدار.
 لا لن يعود ولو مات على الطريق قرار اخذه وسيمضي فيه لن يسمح ﻷحد بعد الآن ان يضربه او ان يغتصبه لقد مرت ايام الدار بصعوبة شديدة وكم تمنى الموت فلم يجده.
سأل نفسه مرات عديدة لماذا تركني اهلي؟؟
وما الذي جنيته ليعاقبوني هذا العقاب فلم يجد لسؤاله إجابة لكن مهما يكن لن يعود.
تأمل اصابعه البارزة من بقايا حذاءه وأبتسم فكل ما يرتديه جزء من كل ولكنه لا يدري لماذا يبتسم.
لعلها نسائم الحرية تسعده رغم انها باردة جدا.
قطعت سلسلة تأملاته سيارة فارهة توقفت امام المتجر.
 أخذ يتاملها للحظة ولكن شد إنتباهه عملة ورقية كانت تحت إحدى العجلات.نهض وحاول ان يسحبها بشتى الطرق فلم يستطيع.
هي عملة ورقية صغيرة لكنها تكفي لسد رمقه.أستطاع أن يتحمل البرد ولكن الجوع تحمله أصعب.
خرج صاحب السيارة مسرعا من المتجر يحمل بعض الحاجيات أدار مفتاحه ومضى.
 فما كان من الصبي إلا ان تبع السيارة مسرعا ولعل الحظ ابتسم له اخيرا فتوقفت السيارة بعد امتار قليلة.
 تفقد مكان الورقة النقدية التي التصقت بالإطار وجدها في مكانها.لكنه هذه المرة إستطاع تحريرها فأبتسم وعاد ادراجه الى المتجر.
سيشتري بعض الخبز وعلبة من السمك المعلب.التي حلم بها كثيرا.
سينام هذه الليلة بمعدة مليئة.وسيحقق إحدى احلامه القليلة
إشترى حاجياته ومضى.
جلس عند احدى ادراج المارة الخاوية إلا منه.
 وضع الخبز على رجليه وفتح علبة السمك المعلب الدائرية خرج منها بعض الزيت ولوث يديه فأخذ يمتص أصابعه لكي لا يفقد من محتويات العلبة شيء.أدار العلبة وحاول إخراج ما فيها على رغيف الخبز فلم يخرج إلا الزيت ضربها بيده بعصبية فأنسلت من يده وتدحرجت على درج المارة نزولا وهي تخرج محتوياتها.
راقبها وهي تبتعد حتى استقرت أسفل الدرج.
فهم بأن يلتقط بعض مما بقي منها لكن قطة من قطط الشوارع سبقته إليها.
ولم يدري لماذا جلس يرقبها وهي تلتهم طعامه.
تأكل بنهم وتنظر اليه كأنها تشكره وهو يأكل رغيف خبزه الفارغ ودمعة من عينيه تسيل.
 ...محمد غادر...

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

وجه الماء بقلم باسم زيد




اطلقوا الرصاص على وجه الماء
فسقطت الاطفال من قمصان
 الياسمين...!

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

ينتشر بقلم نهاد العيسى


ينتشر رحيق عطر من حروف تكتبها شوقا.....يلبسني

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

تحب بصمت بقلم نهاد العيسى



تحب بصمت عاشقة بابتسامة ..تخاف أن يكشفهاالشوق متلبسة....بضجيج... دقات قلبها

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

عندما يتعرى فخامة الوزير بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي


عندما يتعرى فخامة الوزير
بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي
صوت مكبرات الصوت في مطار بغداد يعلن خبرا مهما, للمسافرين المتواجدين في قاعة الانتظار, (( الرحلة إلى لندن تؤجل إلى الساعة الرابعة عصرا, بسبب خلل فني, نرجوا قبول الاعتذار)), تململ الوزير كثيرا, كان يتوق للخروج من العراق, تقارير الطبيب الأخيرة أخافته كثيرا, فالتقارير تتحدث عن ورم خبيث, هنالك الكثير من العمل في عاصمة الضباب يجب القيام بها, كي يطمئن على صحته, وألان عليه أن ينتظر أربع ساعات, قرر أن يشغل نفسه بالتسوق من المحلات الموجودة داخل المطار, وطلب من مرافقيه أن يكملوا بعض الإجراءات والاتصالات المهمة.
 اقترب من مكتبة تحوي مجلات وكتب وصحف وقرطاسية, شاهد شابا يقرأ في صحيفة, وقف إلى جانبه, وقد حمل مجلة عربية يتصفحها, قرر عندها الوزير أن يشغل نفسه ببعض الحديث الجانبي مع هذا الشاب, فسأله:
- يبدو انك تهتم بالصحف السياسية.
بقي الشاب ممسكا بالصحيفة, فقط قال له من دون أن يلتفت نحوه:
 - أي سياسة تريدني أن اهتم بها, يا حاج ألف لعنة على كل سياسي, لقد دمروا حياتنا, الله ينتقم منهم بمرض لا يقومون منه أبدا, يا حاج ها أنا اهرب من بلدي بسببهم.
 بان الألم على وجه الوزير, كان الكلام قاسي جدا بل هو كسهم مسموم وجه نحوه, ( ترى هل يعلم هذا الشاب من أنا, كلماته كانت شديدة الاحتقار لي, لكن هل يعلم بمرضي, هو حتى لم يلتفت ألي, اعلم جيدا أننا أفسدنا كثيرا, ولن ينفع منا أي توبة) قرر الوزير أن يستمر بالحديث, ويبدد السكون الذي تمدد بعد كلمات الشاب, فقال له:
- الهروب ليس حلا, وبلدك يحتاجك, وأنت شاب تملك الإرادة الى أصلاح حالك.
ضحك الشاب يصوت عال, رمى الصحيفة فوق أخواتها, اقترب من الوزير وهمس في أذنه.
 - عذرا, لكن أضحكتني كلماتك, ببساطة انه ليس بلدي, الوطن ألان هو عبارة عن بستان بيد الجماعة الحاكمة, سرقونا يا حاج, عندما أتذكر أم إبراهيم العجوزة المسنة وهي تستجدي قطعة صمون, أدرك كم أن الوزراء ملعونين على لسان الأجداد والأحفاد, وعندما أشاهد أطفال الشوارع وهم يقعون ضحية شارع لا يرحم, فيضيعون في مستنقع الانحراف, أدرك أن كل الساسة في الدرك الأسفل من النار, يا حاج أحيانا أفكر بعمق عن الساسة والجزاء الدنيوي لإعمالهم, فهل يعقل أن تكون عوائلهم شريفة وأعراضهم مصانة, عندها أتيقن أن المال الحرام سيتهك أعراضهم وصحتهم, فاضحك طويلا متشفيا بضحالة واقعهم.
 رن هاتف الشاب فابتعد كي يجري المكالمة, وبقي الوزير متسمرا في مكانه, دمعت عيني الوزير, لم يصارحه احد من قبل بمثل هذا الكلام, لم يشعره احد بمدى حقارة وجوده, الكل كان يعظمه ويبجله, اخذ الوزير يفكر في زوجته, وتغير أحوالها وسفرها الدائم الى بيروت, فسعل وكاد يقع على الأرض, الا انه اتكأ على الجدار, فكر في بناته الثلاثة, وحياتهن التي لا يعرف عنها الكثير فقط سفرهن الدائم, تذكر ابنه المدمن على الخمر, والذي لا يفارق آماكن لعب القمار في أوربا.
 (( نعم هتك العرض وزالت الصحة وغدا أتحمل أوزار شعب بكامله, أنا بحق أحقر الناس واقلهم شرفا ومنزلة, ولن ينفع العلاج فأعمالي رسمت نهايتي)), جلس على الكرسي تجمع حوله مرافقيه, فقد استشعروا أن سعادة الوزير متعب جدا, وبعد جهد قال لهم:
- اسمعوا, أريدكم أن تلغوا السفر واتصلوا بالسائق يستعد ليعود بي للبيت, فلا مفر من القدر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
 كاتب وأعلامي عراقي

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

ذكريات شهيد بقلم ساره حاتم زرع الله / بغداد



ذكريات شهيد

يقولون قبل لحظة موتك بثواني شريط ذكرياتك منذ ولادتك للحظة مماتك يمر امامك 
كل الاحداث والمغامرات والقصص التي عشتها تعاد عليك وكأنها حدثت الان
وكأن شريط حياتك هذا سيكون اخر فلم ستشاهده وتعيش للمرة الاخيرة احداثة
كنت شاب جميل كما تصفني امي فقير الحال مجتهد لم يعطني الوطن اقل خدماتي الا انني احببته وشغفت حباً به كما لم يحبه احد واصلي على ترابه واشعل الشموع في كل يوم جمعة ويوم احد لم اضجر منه ابداً لان امي علمتني ان حب المحبوب دائماً يكون بلا مقابل
كنت مقاتل في سوح القتال مترباً بترابه حاملاً عتادي معي واحارب اعدائه ما استطعت
اخر ما سمعته حين صرخ صديقي عبدالرحمن باذني (علاوي كوم علاوي علاوي الله عليك لا تعوفني لا تعوف زوجتك وزينب علاوي مظل شي ونرجع لبيتنا لك علاوي فدووة لاتعوفني فدووة لاتموت لك علاوي لك حبيبي علاوي )
كان عبدالرحمن يصرخ علي ويهزني وانا متمدد في حضنه غارق بدمي بعد ان كُنتُ واقفاً ارمي الرصاص من فوق سطح احد المنازل في الفلوجة وحين اتت طلقة القناص وسط جبهتي فسقط دمي صريعاً كأول ما يخسره المحاربون .!
علاء الاسم الذي اطلقته علي امي حباً بأخيها الشهيد "علاء" الذي أعدم بتهمة العمل السياسي ابان النظام الحاكم قبل 2003 و لانني وحيدها زاد تعلقها بي
كانت تريدني كأخيها حاملا صفاته شهم، شجاع وقوي لايهاب الظلم حين كنت صغيراً كانت دائماً ما تقول لي علاء بني الوسيم كخاله هل ستغدو مثله كنت اهز رأسي وانا انظر بعينيها وكإنهما تقولان لي هل سيأخذك ظلم هذه الأرض الملعونة كما اخذه

ذكرياتي من الطفولة كلها مرت امامي لعبي وصباي والجروح التي اصبت بها من لعبة كرة القدم وعملي في دكاكين محلتنا لكي اكسب المزيد من القوت اعود به حاملاً بعض اكياس الخضروات لامي الى حين تراودت السنين وكبرت واصبحت شهم وشجاع و غيور كما ارادتني اكملت دراستي في هندسة الميكانيك مع الوضع المعيشي الذي كنا نعيشه كنت سعيد وانا مبتسم فيها كابتسامة البسطاء التي تنطق رغم الالم بجميل الحياة كانت ذكريات جميلة واكثرها جمالاً ذكريات الجامعة تلك واصحابي واهم حدث حيث التقيت بالفاتنة ذات الخال الجميل على الخد
ابتسام كانت فتاة حسناء جداً و ذكية ومغرورة الى حد ما بجاهها و ثقافتها العالية
كنت محظوظاً كثيراً كما قال اصدقائي حين حضيت بشرف الوقوع في حبها
فكيف اذا طلبت يدها لن اتكلم لكم عن قصة حبي معها جل ما اقوله انها فتاه شديدة العناد والمراوغة والحيطة ولكن في الاخير اوقعتها في حبي و بموافقة والدها الذي كان اكثر عناداً منها تزوجنا بعد تخرجنا ورزقتا بفتاة تحمل حسن والدتها و لون شعري الاشقر اسميتها زينب ....
عشت مع ابتسام و طفلتي الصغيرة اجمل ايام حياتنا بالرغم من كون عائلتنا متوسطة الحال الا ان السعادة غمرتنا بشدة ونحن ننتظر مولدنا الجديد الذي لطالما كنت وابتسام نتاقش في الليل على اسمه وتتنهي مناقشتنا بالخصام من جانبها لانها لا ترغب باسمائي وتراها قديمة الطراز كما كانت تقول وانا بدوري لايسعني الا ان احرك بوجهي مستهزاً من اسمائها العصرية جداً !
ذكرياتنا كانت ممتعة ومرحة الى ان اعلن الوطن انه قد تعرض لغزوة ارادت به ايادي الشر ان تحتله ولانني ابنه ومن حبي وواجبي اتجاهه تطوعت للدفاع عنه .
مضت ستة اشهر وانا اقاتل في ساحات القتال ونعلن فوزنا في كل منطقة نقاتل فيها تعرفت على الكثير من المقاتلين واصبحوا اصدقائي منهم من استشهد ومنهم من اصاب بجروح و خسرت الكثير
كل منا كان يعلم ان في لعبة الحياة و خصوصاً هذه التي تطوعنا اليها اننا مغامرون بحياتنا و زاهدون بها من اجل اطفالنا ونسائنا وكل احبابنا فما لصاحب البيت الا الدفاع عن بيته وعرضه وذويه حين يطرق غريب داره بنية الشر
الحياة قصيرة كما اراها الان امامي ربما لانني مازلت شاباً وذا عمر صغير ولم اعش الكثير بعد الا انني تيقنت شيئاً في النهاية لا شي يدوم فيها لا الفرح ولا حتى الحزن البسمة ان عُشتها فتذوق طعمهاً و تلذذ به قدر الامكان والحزن دعه يأخذ مجراه الطبيعي ثم اتركه وانسى ذكرياته ..تلك الخيمة السوداء التي تطفو على حياتنا فجأة اعطها اقل وقتها ثم لونها بالوان الحياة .
الذكريات تتوالى الواحدة تلوى الاخرى و شريطها بدأ يقل الى ان وصلت لاخيرها وانا مبتسم كما عشت زماني حيث اردت ان اختم بها مغامرتي بتلك الرسمة على وجهي .... حتى افارق الحياة
وفجأة صوت عبد الرحمن وصراخه انقطع من اذني سكون مطبق حل بي هل مت ؟ هل انا الان اصبحت ما يسمونني شهيد
ماهذا الضوء اه اهو البرزخ كما يطلقون عليه ؟ يال الروعة ملابسي بيضاء ناصعة و غبار الحرب والمكان اختفى من كل جسدي حتى مكان الرصاصة اختفى واصبحت جميل المنظر كاول يوم العيد !
لحظة من هناك يا هذا "يا ولد يا ولد "انتبه علي "شلونك خوية بلزحمة عليك وين احنا شو مجاي افهم شي "
"-والله يا خوية اني حالي حالك هم كاعد وانتظر شو الشغلة غريبة ، انتة منين خوية ؟ " سئلني
"انا انا اعتقد انني شهيد اسمي علاء وحسب ما اتذكر فانني استشهدت في معركة الفلوجة "
ثم قال "ها خوية هلا بيك هلا بيك وهنيئاً الك الشهادة اهلك فخورين بيك هسة
خوية اني معتز صاحب محل بتفجيرات الكرادة رحت بيها و هم دا انتظر نفسك هنا "
تكلمنا انا ومعتز كثيراً طاب لنا الحديث عرفت انه من اهالي الاعظمية و كان لديه ابنتان وصبي صغير حتى اخذته نيران مكان عمله منهما
استمرينا في الكلام الى ان اصبح المكان يعبق برائحة اقل ما اقول عليها زكية وامتلئ بوهج من النور والاضواء كثير
وفجأة واذا بملائكة جميلة جداً تنزل علينا وتحيط المكان كان منظرهم اكثر من مذهل حقاً هم حسنوا المنظر والصورة
وفي وسطهم ملاك اعتقد انه رئيسهم كانو مصطفون من جانبيه وسمعنا صوت منه ينادي بالنص
اعزائنا الشهداء الكرام
اهلاً بكم
لقد حضيتم بمنزلة رفيعة جداً ولذلك سيتم الان نقلكم الى مكان اجمل حيث ستعيشون فردوسكم الذي وعدتم به
هنيئاً لكم
ونتمنى لكم اقامة سعيدة
هيأ الجميع نفسه وبدأ يتحركون معتز مضى امامي وكان بلا ساقه اليمنى حيث خلفها بمكان الانفجار قال لي : هيا يا
علاء لنذهب فهم ينادوننا نظرت اليه وقلت للملاك : تمهل انتظر ارجوك ماذا عن اهلنا ماذا عن الذين خلفناهم ورائنا ارجوك اجبني
ابنتي زينب والمولد الصغير من سيقولون له بابا من بعدي من سيحملهم على ظهره عند اللعب او يوصلهم الى المدرسة صباحاً
اجبني كيف سأرى شهاداتهم عندما يتخرجون من الجامعات او من سيوافق على زواجهم حين يتزوجون و من سيزفهم بيده
ألن ارى مولدي الصغير او اؤذن باذنه ، زينب تحب ان تنام على يدي وتحب ان اطبب على رأسها حين تقول معلومة جديدة تعلمتها ..ساتركهما لمن بعد الان
ماذا عن زوجتي ابتسام من ستكبر معه كانت دائماً تقول انني اريد ان اشيخ معك وتظهر تجاعيدنا سويتاً سنحج بيت الله معاً
سنكبر ونجلس في الحديقة حين تتلمئ باحفادنا ونصبح بالسعبين من العمر و سنظل نحب بعضنا كما كنا في العشرين .
ابتسام رقيقة لا تتحمل الحزن ستحرق خديها الدموع ويطفئ جمالها الاسود ارجوك ارجوك توقف قل لي ماذا سيحدث لاطفالي لاحبائي ماذا سيحدث لهم من بعدي اجبني ؟!
ايها الرب الرحيم لما لا تقول لي شيئاً ؟ اعلم انك احببتني من الصغر وللان ولهذا رزقتني بنعيمك لما لا تساعدهم لما لاترحمهم وتريهم قليلاً من جنتك هذه على الارض هم لايطلبون الترف والنعيم يردون فقط الامان لابنائهم و ابائهم أوليس هذا حق العباد ؟
رب الجبر لما لا تجرهم فهم لايمتلكون الا الدعاء تعلم ان ما للضعيف غيرك هلا سمعت دعوة الشهيد و رحمتهم !!
انزل الملاك راسه وقال : وبشر الصابرين اذا اصابتهم مصيبة قالو انا لله وانا اليه راجعون .
لنذهب يا علاء فقد حان اوان الرحلة ومستقرك الاخير
اما البقية فستكون نهايتهم كما....
....
-اي وشصار والتالي
_عبودي عبودي ..(صديقه ينادي)
-ها ولك شبيك مو جاي احجي ويا ذولة الوليدات
-كوم أبوك يريدك
-شيريد حميزة مني ؟
-يكول خل يعوف الشارع ويطب جوة ضاملة حاجة
-وك اني ما اجذب عبودي حلو عبودي مجذب
(يستغرب الاولاد الجالسين حول عبودي فيسأل أحدهم صديقه "ياولد شنو القصة هذا الحجالنيا صدك "
-لا حبيبي هذا مريض انصدم من صار انفجار الكرادة اخوته 7 استشهدوا ومن يومها تخبل وفقد عقله !"
رحل عبودي مردداً عبودي حلو عبودي يحب علاوي وزنوبة عبودي عبودي
.
.
النهاية

ساره حاتم زرع الله / بغداد

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

مثل وقصة ــ (( فتى ولا كمالك )) بواسطة حسين اعناية السلمان



ـــ مثل وقصة ـــــــــــــــ
(( فتى ولا كمالك ))
مالك هو ابن نويرة بن حمزة من بني مضر بن نزار قتله خالد بن الوليد ، وكان اخوه متيمآ بحبه محبة شديدة فحزن عليه طويلآ . وكان اذا عزاه الناس وذكروا له من قتل من فتيان العرب ليتأسى بهم قال : فتى ولا كمالك . أي ان الذي ذكرتموه فتى ولكن ليس مثل اخي مالك . ويضرب مثلآ في التسليم بفضل الواحد وتفضيل الاخر عليه .

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

أضغاث أحلامك بقلم نهاد العيسى



أضغاث أحلامك ..كوابيس ليلك...لم الخوف وأنت ترشفي الشوق عطشى .....للحب .للعشق المستحيل ........لابأس سألجم شفاهي لك الآمان ....ومنك الطمأنينة...

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

رحيل بقلم محمد غادر



...رحيل...
يا الله...يا الله...
تتعالى الصيحات في أرجاء المكان والمد يعلو يكاد يلامس عنان السماء وهو يجلس في مكانه الذي لا يتسع لجلوسه.
حدق بنظره إلى وجوه تقابله غارقة بالخوف تتمتم يا الله وامرأة تعتصر طفلها الصغير تحاول حمايته من المجهول.
غمر وجهه اﻷصفر رذاذ البحر ممزوجا بحبات المطر مسح الماء ببطء شديد فقد اعياه السفر وقلة الطعام.
ولكن إلى اين؟؟ وأين المفر؟؟
الكل غارق في ذاته يناجي ربه ويبكي الا هو رسم على شفتيه ابتسامة وسرح بنظره الى البعيد عادت اليه طفولته ولهوه على طرقات القرية وعمله في زراعة اﻷرض وفلاحتها نعم هو عمل مضني لكنه احبه احب كل ما فيه احب الساقية ورائحة اﻷرض احب زهر الشجر حين يتفتح في ربيع القرية احب حبات المطر واماسي السهر عند الموقدة مع الاهل والاحبة.
ذكريات جميلة تركها خلفه.
تراءى له وجه امه من بعيد يبتسم فحن الى ايام خوالي ليتها تعود ولكن كيف تعود وكل عائلته غادرته على عجل بقذيفة أخذت منه كل ما يملك.
اﻷهل والبيت ولم تبقي الا حبيبته ليلى التي غادرها بعد وعده لها بأن يأخذها اليه حين يستقر في مكان ما. غادرها وهي تبكي وترجوه البقاء لكن أين سيبقى ؟؟وكل شيء يعيد إليه صور الموت.
صور أمه وابيه واخوته الصغار ليته لم يكن في ارضه ورحل معهم لكنه القدر تركه وحيدا الا من ليلى.
فحمل حقيبته ومضى الى مكان بعيد الى وطن جديد
ولكن الى اين؟؟ واين الوطن؟؟
ها هي اﻷمواج تأكل نصف المركب وتحيل الباقي إلى حطام
وها هي احلامه بالنسيان تتكسر.
لكنه لسبب ما ابقى على ابتسامته الخجولة وأغمض عينيه هنيهة ولم يفتحها بعد ذلك ابدا.
...محمد غادر...

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

ق .ق .ج / تداعيات بقلم حسين اعناية السلمان




ق .ق .ج / تداعيات 
سالني السوط وهو يتسربل ثوب التعقل لماذا يدك مغلولة الى عنقك ؟. ألا ترى السماء زرقاء . والخضراء عامرة . اجبت : بلا . الدائرة مغلقة .

Facebook
Google
Twitter
0
اكمل القرائه
مجلة

المتابعون

اخر التعليقات

اصدقاء المجلة على الفيس بوك