-حرام عَليكَ...حلال عَلَيَّ-بقلم الشاعرة هدى بن محمد الكاتي



-حرام عَليكَ...حلال عَلَيَّ-
أَمَازِلْتَ
تُلْبِسُنِي مِعْطَفي المُسْتَعار
عَلَى أَنّنِي طفلة الخامسة
و تَرْبطُ خَيط حذائي القديم
لِكَي لا تُعَثّرني الياَبسة
وَ تَنْفُخُ حَرًّا يُساورني
من شُقُوق الحَياه العَابِسة
تُمْسك بي عند قَطْعِ الطّريق
تُشَبّهُني بالخُطى النّاعِسة
و تَلْعَن يُتْم السّماء النَّاقِصة
حَرامٌ عَلَيْكَ
تُذَرّي رياح الغصون الشَّحِيحَة
و تُجْري سُيُول القُرى العَاصفة
أمازلت
تَنْهَرني غاضبا
مثل َكلّ الأَمَاني الثِّقَال
وَ تَصْفَعُ خدّي 
إذَا ما تَعَرّى السُّؤال
تُقَبِّضُ وجْهَ الحَقائق
منْ شِدّة الانْفِعال
وَ تَصْمُتُ عند بُكائي الشّديد
لَيَهرُب حُزْنُكَ
إلى دُفْقَة الانْشغال
حَرام عَلَيْكَ
الزَّئير المُدَوّي بوجهي
كي تتَمَدّد عنْد أحْتراقي
فوق فُروع الضِّلال
أَمَازلت بَعْدُ
تُمَشِّطُ شَعْرِي الغَزِير 
بِحُبّي إلَيْكَ سَريعا
كَما يَعْبَثُ المِشْطُ بالأرْمَلة
وتَتْرُك باقي ضَفِيرَة حُزْني 
على الطّاولة
تُعَلّق نظرة عَطْف ورائي
و لَمْسة رَأْسٍ وحيد
بِوَقْفَتِك الذّابلة
حَرام عَلَيك البُكَاء
حَلال عَلَيَّ نَحِيب الشّتاء
مـُرَقَّشَةٌ كإمْتِداد الأَلَم
و مُصْفَرّة مَطَري حَنْظَلة
حَرَامٌ عَلَيّ حقيقة صدّك
 حلال عَلَيك الجفاء

-بقلم هدى- 30/1/2017

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المجلة وشكرا
Facebook
Google
Twitter
0
مجلة

0 التعليقات:

المتابعون

اخر التعليقات

اصدقاء المجلة على الفيس بوك