( سكينُ عنترة ) بقلم وليد.ع.العايش
( سكينُ عنترة )
________
يا أيتُّها الاِمرأةُ المُنزوية
خلفَ تلالِ الشوقِ الأزلي
دونُكِ كلّ الأقلام
ووريقاتُ دفاترَ ثَكلى
تَحِطُّ رِحالها عندَ قدمينِ عاريتين
تُطفئ شمعَ ليلٍ أبيض
تقطِفُ منْ بُستانٍ أسمر
بضعَةَ ورودٍ إغريقية
تجتازُ حدودَ الآهات
كما اجتازتْ كأسي
قِطعةُ سُكر
حُبّكِ سيدتي
ليسَ كما حُفنَةُ أوهام
ولا ثورةُ عشقٍ
تذوبُ في حُضنِ الفُنجان
حُبّكِ أيتُّها الأنثى الغجرية
منْ زمنِ القُدماء
سِكينٌ يَغرزُها عنترةُ
في صدرِ الأزمان
حُبّكِ مازالَ يُدغدغُ وجداني
يَثْملُ في أحداقي
يجري في شرياني
حُبّكِ سيدتي
ليسَ كما أوراقُ خريفٍ
حُبّكِ كُلَّ الفُنجان
كلماتي ذاتَ يومٍ
كانتْ تلهو حولَ جِيدْك
تُنعشُ أوتارَ ذاكرتك
كمْ قُلتُ بِأنَّ الحياةَ
ليسَ لها مرْسَى
وأنَّ الشواطئَ الحمراء
تنتهي بِلُعْبِةِ نَرْدٍ
على طاولةٍ مجهولة
وبأنّي لنْ أكونَ اللاعِبَ
الذي يربحُ فوقَ السطور
وأنَّ الصحراءَ في جمْرَةِ الظهيرة
تُدَوّنُ أحلامها العذراءَ
ألمْ أُخبرْكِ ذاتَ يومٍ
بأنَّ الحياةَ لا تستقرُ
وأنَّها كالعنقاءِ ... كالوهمٍِ
تأبى الرضوخَ
وتبقى كحجرِ الرَحى
تدورُ ... تدور
وأنَّ الوجع النازف
منْ زمنِ سُفر التكوينِ
يتأرجحُ سكراناً مابينَ
قلبي وذروةِ سكينِ
دعيني أُسَجّلُ أولَ كلمة
على ذاكَ الخطِّ الأحمر
أُفكفِكُ أزرارَ قميصٍ أصفر
أحثُّ خُطايَ إليه ... أتبختر
أُداعِبهُ قبلْ أنْ يتبخّر
قبلَ أنْ تلِجَ قدماي
قِمّةَ جبلينِ
على هاويةِ الخطِّ المُزهر
فإنّي سيدتي مازلتُ أعشقُ
أسطورةَ ذاكَ النهدِ الأشقر ...
_____
وليد.ع.العايش
29 / 8 / 2016م
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المجلة وشكرا
0 التعليقات: