رعاف الليل. بقلم الشاعر عدنان بصل



...رعاف الليل...

بيني وبينَ الليلِ 
أحاديثُ مبهمةٌ 
متنافرةٌ متعددة 
مرةً ... 
اسطورةً من جمال 
عروسٌ ضفرت جدائلها 
تبعث في الغيم 
نشوة الامتلاء 
وفي الأرض نشوة المطر 
حلم مجدول 
خيوطه تعاشق النور 
تقيم للحزن جنازة 
على أصوات مئذنة 
نور يلامس وجنتي 
يشعل في النفس الضياء 
ومرة... 
سرب خفافيش 
تسرق بسمة العمر 
تنهل من وريدي 
تعيد تشكيل لون دمي 
قرنفلة صفراء غادرها الرحيق 
نبيذ الوقت كأس فارغ 
حوافه ملأى برائحة اللهاث
حديث... 
يعيدني صخرة جرداء 
ياليل لاتعتب على صرختي 
جماجم القمح طحنتها الرحى 
نثرتها ريح المؤامرة غباراً 
فارتعش الرغيف 
في عيون الجياع 
محبرة يراعي سكرى بالعفن 
كيفما مددت يدي لأكتب 
من ريشتها يسقط الدود 
يلتهم استقامة السطور 
يبدد جمال الورقة البيضاء 
يلونها بلون الشتات 
أترك قلمي... 
تشدني نافذتي لشهقة الهواء 
أرى ورداً تعرى 
بتلاته جثث 
سحقتها ضحكات الطريق 
باهت أفق المغيب
يملأ بالقرف تجاويف الفراغ 
إلى متى... 
إلى متى تنتشر الخيام
ومتى يرحل عن ترابك ياوطني 
أولاد اللئام 
متى تشرع المعابد 
أبوابها للنور؟! 
ويغزوها اليمام 
كل الحرائق في دمي 
تبكي رعشة النبض الوريد 
حتى السنديان 
في بلادي بكى وتعرى 
عصفت بأوراقه 
زوبعة الخريف 
غابة الروح 
مشرعةٌ أغصانها 
تبكي وترقص من ألمٍ 
على عزف الصفير 
تبكي و تضحك راعفة 
على موت الضمير


تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المجلة وشكرا
Facebook
Google
Twitter
0
مجلة

0 التعليقات:

المتابعون

اخر التعليقات

اصدقاء المجلة على الفيس بوك